الأسبوع السابع: متى توقفتُ عن الملاحظة؟
استعادة لحظات الحياة، والإنسانية، والاختيار وسط الفوضى
🔍 التركيز
هذا الأسبوع دعوةٌ لاستكشاف موضوع الانفصال وإعادة الإحساس بالحياة. في ظل الصدمة الممتدة – خاصة في بيئة مزّقتها الحرب مثل غزة – يمكن أن ينطفئ الجهاز العصبي بالكامل. نتوقف عن ملاحظة الجمال، نخدّر أحزاننا، ونفقد الاتصال بالمعنى.
ومع ذلك، حتى في قلب الدمار، يظل في الروح الإنسانية توق للاتصال والشعور وإدراك الحياة.
هذا الأسبوع لا يطلب منك أن تُجبِر نفسك على الفرح أو الأمل، بل أن تتعلّم كيف تلاحظ العلامات الهادئة، الرقيقة، على أنك لا تزال حيًّا.
نطرح الأسئلة:
- متى توقفتُ عن ملاحظة الحياة من حولي؟
- هل يمكنني أن أفتح قلبي مرة أخرى للحظات من السلام أو الأمان – ولو لبضع ثوانٍ؟
- كيف أعيش بالكامل حتى في ظروف لا تُطاق؟
🎯 الأهداف:
- التعرف على لحظات الانفصال أو الخدر العاطفي.
- إعادة الانفتاح تدريجيًا على تجارب مبهجة أو ذات معنى، دون إنكار الألم.
- فهم آليات التجنب والخدر في الصدمة، وكيف تساعد اليقظة على الموازنة بين الأمان والحضور العاطفي.
- تقوية قدرة الجهاز العصبي على تحمّل الألم والجمال معًا.
🧘♀️ الممارسات الأساسية:
1. اليقظة للحظات الممتعة
الهدف: تعلم كيفية اختبار اللحظات الإيجابية أو الهادئة بالكامل – خاصة عندما تكون الصدمة قد درّبت الجسد والعقل على توقّع الخطر فقط.
في غزة: في ظل الخوف المستمر، يركّز الذهن على النجاة. لكن البقاء في هذه الحالة يستنزفنا. ملاحظة شيء سار – ولو لثوانٍ – يمنح الدماغ والجسد راحة. إنها ممارسة علاجية ومقاومة في آنٍ معًا.
كيفية التطبيق:
- كل يوم، تأمّل لحظة واحدة ممتعة أو هادئة.
- اسأل نفسك: ماذا شعرتُ في جسدي؟ ما هي المشاعر أو الأفكار التي ظهرت؟ هل لاحظت اللحظة فور وقوعها أم بعد انتهائها؟ ما الذي جعل هذه اللحظة ممكنة؟
أمثلة من غزة:
- طفل يعطيك رسمة وسط الأنقاض
- رائحة النعناع في حديقة مدمرة
- ضحكة مشتركة أثناء الانتظار في طابور الطعام
- رؤية البحر من بعيد
- طيور تحلّق بحرية فوق الأنقاض
2. مساحة التنفس: الاستماع للداخل
تُصبح ممارسة التنفس الثلاثي أكثر قوة عندما تُستخدم للإنصات للاحتياجات الداخلية في عالم قد لا يسمح لها بالظهور.
كيفية التطبيق:
- أغلق عينيك، لاحظ ما تشعر به دون إصلاح أي شيء.
- ركّز على التنفس. خذ 3–5 أنفاس عميقة واعية.
- لاحظ الجسد: أين يتمركز الألم؟ كيف هي وضعيتك؟
- اسأل نفسك: ما الذي أحتاجه الآن؟ هل أحتاج إلى راحة؟ طعام؟ صمت؟ هل أحتاج إلى اتصال؟ حزن؟ بكاء؟ صدق؟
في غزة: سؤال "ماذا أحتاج؟" قد يبدو أنانيًا في الحرب. لكنه فعل مقاومة داخلية، وسيلة للنجاة بمعنى ورحمة.
3. استكشاف الخدر العاطفي والتجنّب
الصدمة تُنتج التجنّب كآلية بقاء. لكن التجنّب المستمر يُغلق باب الشفاء ويتركنا في قلق واكتئاب وخواء.
أسئلة هذا الأسبوع:
- ما الذي لا أسمح لنفسي أن أشعر به؟
- ماذا سيحدث إن سمحت لنفسي بجزء صغير من هذا الشعور؟
علامات الخدر في مناطق الحرب:
- عدم التفاعل مع أخبار مأساوية
- الإحساس بالفراغ أو كأنك روبوت
- تجنّب الصمت لأنه يثير الذكريات
- التفكير الزائد لتجنّب الإحساس
- الشعور بانفصال عن الجسد أو الأطفال أو العائلة
الاستجابة برفق:
- اعترف: "أنا أتخدّر لأن الأمر فوق احتمالي"
- اختر طريقة آمنة لإعادة الاتصال: يد على القلب، تنفس مشترك، كتابة، بكاء، صلاة
- لا تتسرع، خذ شعورًا واحدًا في كل مرة
- "التجنّب مفهوم، لكنك تستحق أن تشعر. تستحق أن تتعافى."
🧡 أفضل الممارسات اليومية:
- تأمل رسمي (20–30 دقيقة): اجلس مع نفسك، أنصت لما في داخلك. تنفّس بعمق، ولاحظ مشاعرك دون مقاومة.
- ملاحظة لحظة واحدة يوميًا: لحظة عابرة من حياة، جمال أو دفء، مثل ضوء الشمس أو صوت طفل. ركّز فيها بكامل حضورك.
- دفتر مساءي: سجّل مشاعرك، ما شعرت به اليوم، متى انفصلت عن نفسك، وما أعادك للحياة.
✨ الختام:
الأسبوع السابع ليس عودة إلى "الوضع الطبيعي"، بل عودة إلى الملاحظة. إلى نبض القلب. ليس لأن العالم آمن، بل لأن حياتك لا تزال مهمة.
في غزة، هذا يعني أن تعيش بوعي. أن تشعر حين تستطيع. أن تختار الحضور عندما يكون ممكنًا.
كل لحظة تلاحظها، كل نفس تكرّمه، هو فعل مقاومة ومحبة وبقاء.
أتذكّر. أشعر. أختار. أعيش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق