المحبة

الجمعة، 30 مايو 2025


ثمانية أسابيع من اليقظة في غزة: كيف تبدأ من جديد مع نفسك؟

✨ ثمانية أسابيع من اليقظة في غزة: كيف تبدأ من جديد مع نفسك؟

"في قلب الحرب... وجدتُ مساحة تنفستُ فيها بسلام. كانت بدايتي."

ثمانية أسابيع مرّت. وربما كانت هي الأكثر صدقًا في رحلتك مع نفسك.

في غزة، حيث كل شيء قابل للانهيار في لحظة، اخترت أن تلتفت نحو الداخل بدل أن تذوب في الخارج. صنعت وقتًا للهدوء وسط الضجيج، ولمسة لطف وسط القسوة. وهذا وحده إنجاز يُحتفى به.

🌀 ماذا تعلمت خلال الأسابيع الثمانية؟

  • الأسبوع 1: الاستيقاظ – بداية وعيك بالتنفس واللحظة.
  • الأسبوع 2: الحضور مع الجسد – الألم أصبح رسالة، لا عدو.
  • الأسبوع 3: لقاء المشاعر – تسميتُها خطوة أولى في التحرر منها.
  • الأسبوع 4: عندما تصعب اللحظة – مواجهة لا هروب.
  • الأسبوع 5: اللطف مع النفس – محادثة داخلية بلغة الحنان.
  • الأسبوع 6: الحياة كما هي – بساطة الحضور دون مقاومة.
  • الأسبوع 7: التعامل مع الخدر – الاستماع للفراغ باهتمام.
  • الأسبوع 8: التكامل – كل الأدوات أصبحت بداخلك.

🌟 5 نصائح للاستمرار بعد البرنامج

  1. اصنع لحظتك اليومية الخاصة بك: دقيقة واحدة من الصمت كافية لإعادة الاتصال بذاتك.
  2. اكتب لنفسك: سطر واحد أسبوعيًا يكشف الكثير مما بداخلك.
  3. شارك شعورًا بسيطًا: الصدق مع أحبائك يعمّق الشفاء.
  4. كرّر التأملات المحببة: لا حاجة للجديد... فقط العودة للمجرب والمريح.
  5. لا تكن مثاليًا، كن صادقًا: الخطأ جزء من الرحلة، والعودة هي النجاح.

🌸 تذكير أخير: هذا ليس برنامجًا… بل بداية حياة

أنت الآن شخص عرف كيف يكون حاضرًا رغم الانفجارات. كيف يحتضن قلبه رغم التشظي.

ولذلك، فإن كل لحظة قادمة هي فرصة جديدة لتعيش، لا لتنجو فقط.

كل نفس هو عودة. كل لمسة وعي هي انتصار. كل لحظة لطف... مقاومة.

🕊️ الأسبوع الثامن: كيف أعتني بنفسي رغم الحرب؟

⸻ تأملات البقاء والرحمة في غزة ⸻




🎯 أهداف هذا الأسبوع

  • دمج كل ما تعلمته خلال الأسابيع السابقة في ممارسات يومية.
  • إنشاء أدواتك الشخصية للتعامل مع التوتر والصدمة وعدم اليقين.
  • تعزيز القدرة على العيش بوعي وسط الخوف والخسارة والاضطراب.
  • تكريم صمودك وإنسانيتك، لك ولمن حولك في غزة.

🌍 لماذا هذا مهم – خصوصاً في غزة

في بيئة مليئة بالفقدان وعدم الأمان مثل غزة، لا تكون الممارسة الواعية رفاهية، بل أداة للبقاء. هذا الأسبوع ليس عن الهروب من الألم، بل عن التعرف على نفسك، والتشبث بإنسانيتك رغم الفوضى.

أنت لست وحدك. في هذا الأسبوع، ندعوك ألا تتخلى عن نفسك حتى إن تخلّى عنك العالم.


🧘 الممارسات الأساسية

1. مراجعة الممارسة: مساحة التنفس في 3 دقائق

الخطوات:

  1. الوعي: لاحظ ما يحدث الآن بداخلك من أفكار ومشاعر.
  2. التنفس: ركز على التنفس كمرساة للحظة الحاضرة.
  3. التوسيع: وسّع وعيك ليشمل الجسد كله والمحيط من حولك.

🕊️ في غزة: استخدمها في الملاجئ، أو بعد تلقي خبر مؤلم، أو عند الحاجة للاستقرار الداخلي.


2. تأمل التكامل: الراحة في الوجود (20–30 دقيقة)

هذه الممارسة تهدف إلى مساعدتك في الشعور بالوعي ذاته كمكان ثابت وسط العاصفة.

التعليمات:

  • اجلس أو استلقِ براحة.
  • دع أنفاسك تأتي وتذهب دون تحكم.
  • لاحظ المساحة بين الأفكار والمشاعر والأصوات.
  • إذا ظهرت مشاعر، رحب بها بلطف، ثم عد إلى الحضور.

3. تمرين انعكاسي: نظرة للخلف ونظرة للأمام

اكتب أو ارسم ردودك على الأسئلة:

  • ما الممارسات التي ساعدتني أكثر؟
  • ما الذي فاجأني عن ذهني أو مشاعري؟
  • ما الطريقة التي سأعتني بها بنفسي من الآن؟

🕊️ يمكنك فعل هذا مع الأطفال أو الأسرة لصنع ذكرى مشتركة من الصمود.


🌱 أفضل الممارسات اليومية

  • ابدأ اليوم بمساحة تنفس قصيرة لتثبيت الحضور.
  • اختر لحظة يومية بسيطة (مثل غسل الوجه أو تحضير الشاي) كمُر anchor لممارسة الوعي.
  • خصص وقتًا في المساء، إن أمكن، للتأمل الطويل أو مسح الجسد.
  • عندما تظهر المشاعر، ضع يدك على قلبك وتنفس معها.
  • قبل النوم، دوّن فكرة أو كلمة طيبة لنفسك.

🧰 كيف تطبّق الممارسات في مناطق الحرب؟

1. اصنع مرساة يومية

اختر نشاطًا يوميًا وكرّسه للحضور الواعي. مثال: "بينما أحرّك الملعقة، أتنفس مع نبض طفلي."

2. جهّز أدوات الطوارئ النفسية

اكتب 3 ممارسات قصيرة تلجأ إليها عند الفقد أو الخوف:

  • "يد على القلب + تنفس ببطء"
  • "النظر إلى السماء لمدة 30 ثانية"
  • "همس جملة طيبة مثل: هذا سيمر"

3. اشعر دون أن تغرق

سمّ المشاعر: "هذا خوف." "هذا حزن." تنفس معها دون إنكار أو اجتياح.

4. احتفل بإشارات الحياة الصغيرة

  • تنفس طفل نائم
  • رغيف خبز مشترك
  • رقص الغبار في ضوء نافذة

🕯️ تأمل ختامي: غزة، أنتِ كافية بالفعل

لقد فعلت شيئًا لا يجرؤ عليه كثيرون: عدت إلى نفسك وسط العاصفة. لم تهرب من الألم بل استقبلته بلطف. هذا شجاعة.

لا تحتاج إلى "إصلاح نفسك". فقط ابقَ معها، نفسًا بعد نفس.

أنت لا تزال إنسانًا. لا تزال تتنفس. لا تزال تلاحظ. وهذا هو الشفاء.


📦 كيف تستمر بعد الأسبوع الثامن؟

  • مساحة التنفس في 3 دقائق: يوميًا، عند الخوف أو قبل النوم.
  • تأمل طويل: مرة إلى 3 مرات أسبوعيًا.
  • ممارسة غير رسمية: المشي الواعي، اللمس، الاستماع.
  • كتابة أو رسم انعكاسي: أسبوعيًا.
  • المشاركة مع الآخرين: تنفس مع طفلك، علمها لجارك.

كلمة ختامية

اليقظة الذهنية ليست سلامًا بلا ألم، بل هي خيار أن تبقى مع نفسك حتى إن غاب السلام من العالم.

ليكن هذا بداية علاقة جديدة مع نفسك—علاقة صادقة، لطيفة، وشجاعة.


الأسبوع السابع: متى توقفتُ عن الملاحظة؟

الأسبوع السابع: متى توقفتُ عن الملاحظة؟

استعادة لحظات الحياة، والإنسانية، والاختيار وسط الفوضى

🔍 التركيز

هذا الأسبوع دعوةٌ لاستكشاف موضوع الانفصال وإعادة الإحساس بالحياة. في ظل الصدمة الممتدة – خاصة في بيئة مزّقتها الحرب مثل غزة – يمكن أن ينطفئ الجهاز العصبي بالكامل. نتوقف عن ملاحظة الجمال، نخدّر أحزاننا، ونفقد الاتصال بالمعنى.

ومع ذلك، حتى في قلب الدمار، يظل في الروح الإنسانية توق للاتصال والشعور وإدراك الحياة.

هذا الأسبوع لا يطلب منك أن تُجبِر نفسك على الفرح أو الأمل، بل أن تتعلّم كيف تلاحظ العلامات الهادئة، الرقيقة، على أنك لا تزال حيًّا.

نطرح الأسئلة:

  • متى توقفتُ عن ملاحظة الحياة من حولي؟
  • هل يمكنني أن أفتح قلبي مرة أخرى للحظات من السلام أو الأمان – ولو لبضع ثوانٍ؟
  • كيف أعيش بالكامل حتى في ظروف لا تُطاق؟

🎯 الأهداف:

  • التعرف على لحظات الانفصال أو الخدر العاطفي.
  • إعادة الانفتاح تدريجيًا على تجارب مبهجة أو ذات معنى، دون إنكار الألم.
  • فهم آليات التجنب والخدر في الصدمة، وكيف تساعد اليقظة على الموازنة بين الأمان والحضور العاطفي.
  • تقوية قدرة الجهاز العصبي على تحمّل الألم والجمال معًا.

🧘‍♀️ الممارسات الأساسية:

1. اليقظة للحظات الممتعة

الهدف: تعلم كيفية اختبار اللحظات الإيجابية أو الهادئة بالكامل – خاصة عندما تكون الصدمة قد درّبت الجسد والعقل على توقّع الخطر فقط.

في غزة: في ظل الخوف المستمر، يركّز الذهن على النجاة. لكن البقاء في هذه الحالة يستنزفنا. ملاحظة شيء سار – ولو لثوانٍ – يمنح الدماغ والجسد راحة. إنها ممارسة علاجية ومقاومة في آنٍ معًا.

كيفية التطبيق:

  • كل يوم، تأمّل لحظة واحدة ممتعة أو هادئة.
  • اسأل نفسك: ماذا شعرتُ في جسدي؟ ما هي المشاعر أو الأفكار التي ظهرت؟ هل لاحظت اللحظة فور وقوعها أم بعد انتهائها؟ ما الذي جعل هذه اللحظة ممكنة؟

أمثلة من غزة:

  • طفل يعطيك رسمة وسط الأنقاض
  • رائحة النعناع في حديقة مدمرة
  • ضحكة مشتركة أثناء الانتظار في طابور الطعام
  • رؤية البحر من بعيد
  • طيور تحلّق بحرية فوق الأنقاض

2. مساحة التنفس: الاستماع للداخل

تُصبح ممارسة التنفس الثلاثي أكثر قوة عندما تُستخدم للإنصات للاحتياجات الداخلية في عالم قد لا يسمح لها بالظهور.

كيفية التطبيق:

  • أغلق عينيك، لاحظ ما تشعر به دون إصلاح أي شيء.
  • ركّز على التنفس. خذ 3–5 أنفاس عميقة واعية.
  • لاحظ الجسد: أين يتمركز الألم؟ كيف هي وضعيتك؟
  • اسأل نفسك: ما الذي أحتاجه الآن؟ هل أحتاج إلى راحة؟ طعام؟ صمت؟ هل أحتاج إلى اتصال؟ حزن؟ بكاء؟ صدق؟

في غزة: سؤال "ماذا أحتاج؟" قد يبدو أنانيًا في الحرب. لكنه فعل مقاومة داخلية، وسيلة للنجاة بمعنى ورحمة.

3. استكشاف الخدر العاطفي والتجنّب

الصدمة تُنتج التجنّب كآلية بقاء. لكن التجنّب المستمر يُغلق باب الشفاء ويتركنا في قلق واكتئاب وخواء.

أسئلة هذا الأسبوع:

  • ما الذي لا أسمح لنفسي أن أشعر به؟
  • ماذا سيحدث إن سمحت لنفسي بجزء صغير من هذا الشعور؟

علامات الخدر في مناطق الحرب:

  • عدم التفاعل مع أخبار مأساوية
  • الإحساس بالفراغ أو كأنك روبوت
  • تجنّب الصمت لأنه يثير الذكريات
  • التفكير الزائد لتجنّب الإحساس
  • الشعور بانفصال عن الجسد أو الأطفال أو العائلة

الاستجابة برفق:

  • اعترف: "أنا أتخدّر لأن الأمر فوق احتمالي"
  • اختر طريقة آمنة لإعادة الاتصال: يد على القلب، تنفس مشترك، كتابة، بكاء، صلاة
  • لا تتسرع، خذ شعورًا واحدًا في كل مرة
  • "التجنّب مفهوم، لكنك تستحق أن تشعر. تستحق أن تتعافى."

🧡 أفضل الممارسات اليومية:

  • تأمل رسمي (20–30 دقيقة): اجلس مع نفسك، أنصت لما في داخلك. تنفّس بعمق، ولاحظ مشاعرك دون مقاومة.
  • ملاحظة لحظة واحدة يوميًا: لحظة عابرة من حياة، جمال أو دفء، مثل ضوء الشمس أو صوت طفل. ركّز فيها بكامل حضورك.
  • دفتر مساءي: سجّل مشاعرك، ما شعرت به اليوم، متى انفصلت عن نفسك، وما أعادك للحياة.

الختام:

الأسبوع السابع ليس عودة إلى "الوضع الطبيعي"، بل عودة إلى الملاحظة. إلى نبض القلب. ليس لأن العالم آمن، بل لأن حياتك لا تزال مهمة.

في غزة، هذا يعني أن تعيش بوعي. أن تشعر حين تستطيع. أن تختار الحضور عندما يكون ممكنًا.

كل لحظة تلاحظها، كل نفس تكرّمه، هو فعل مقاومة ومحبة وبقاء.

أتذكّر. أشعر. أختار. أعيش.

الجمعة، 23 مايو 2025

الأسبوع السادس: كيف أعتني بنفسي؟

 


مقدمة

استعادة القوة الداخلية وسط الحرب والإرهاق في غزة

في هذا الأسبوع نركز على العناية الذاتية بالنفس، كيف توقظ قوتك المكمونه و تستخدمها للتغلب على الصعوبات.


🎯 التركيز:

تعلُّم كيف نتعرف على العلامات المبكرة للإجهاد والانهيار، وكيف نختار، بلطف ووعي، طرقًا بسيطة للاعتناء بأنفسنا

حتي  في أقسى الظروف.


🎓 الأهداف:

✅ التعرف على إشارات الإنهاك الجسدي والعاطفي

✅ التمييز بين ما يُغذيك وما يُرهقك

✅ التحول من ردود الفعل التلقائية إلى قرارات واعية

✅ إنشاء “صندوق أدوات” للرعاية الذاتية والمرونة حتى في الحرب


📍 لماذا هذا مهم في غزة؟

في غزة، قد يبدو الحديث عن “الرعاية الذاتية” سخيفًا، أو حتى مؤلمًا. من يعيش

بلا أمان، أو ماء، أو كهرباء، قد يقول:

“النجاة أولوية، لا الرفاهية.”

لكن العناية بالنفس ليست ترفًا، بل وسيلة للنجاة.

الآباء، الأمهات، الأطفال، والمُسعفون يواصلون السير رغم الانهيار الداخلي.

اليقظة لا تُزيل الألم، لكنها تقول:

“توقّف. لاحظ أنك تتألم. واستمع لنفسك من حقك علي نفسك

أن تعتني بها و تستمع لها.”


🧘‍♀️ الممارسات الأساسية


🌬️ ١. تمرين مساحة التنفس (٣ دقائق)

🕊️ مارسه حين تشعر بالانهيار، أو الغضب، أو الانفصال عن نفسك

الخطوات:

  1. الوعي: توقف. اسأل نفسك:

    “ما الذي يحدث الآن في جسدي؟ عقلي؟ مشاعري؟”

    سمِّ المشاعر: “هذا قلق”، “هذه غضب”، “هذا حزن”.

  2. التركيز: وجه انتباهك إلى تنفسك.

    تابع الشهيق… الزفير… تنفّس ببطء، وابقَ هنا في اللحظة،ركز علي حركة

  3. صدرك علي

  4. عمليتي الشهيق و الزفير، عن حرارة الهواء الداخل و الخارج من جسدك.

  5. التوسيع: لاحظ كامل جسدك.

    هل هناك توتر؟ ألم؟ خدر؟

    دع التنفس يصل لتلك المناطق.

🎯 متى تستخدمه في غزة؟

  • بعد سماع انفجار

  • قبل أن تصرخ على طفلك

  • بعد أخبار مفجعة

  • عندما تشعر وكأنك لست موجودًا

💬 هذا النفس هو عودة: لنفسك، لإنسانيتك، لكرامتك.


⚖️ ٢. جرد الأنشطة المغذية والمرهقة

📋 اكتب قائمتين بسيطتين:

🌱 أنشطة تغذيني:

  • ضمّ أطفالي

  • غسل وجهي بماء بارد

  • سماع صوت الطيور بعد القصف

  • قراءة آية تريح القلب

  • الجلوس مع من أثق به

  • سماع نشيد قديم

  • تطريز، رسم، كتابة

  • البكاء في حضن آمن

🔥 أنشطة ترهقني:

  • متابعة الأخبار بلا توقف

  • تكرار مشاهد القصف داخليًا

  • لوم نفسي على التعب

  • تجاهل احتياجاتي

  • تحمّل آلام غيري دون فاصل

🎯 الهدف:

كل يوم، افعل شيئًا واحدًا فقط يغذيك حتي لو لدقيقة.

ولا تُكمل طريق الاستنزاف بلا وعي.


🚨 ٣. علامات التحذير المبكر (منع الانتكاس)

🔍 راقب الإشارات التالية:

  • صمت مفرط

  • أكل زائد أو انقطاع تام

  • شعور أنك شبح داخل جسدك

  • قسوة مفاجئة على أحبائك

  • غياب الإحساس بالأصوات من حولك

  • سماع صرخات الماضي كأنها الآن

🛑 عندما تراها، توقف.

خذ نفسًا. اتصل بشخص تثق به. أو افعل شيئًا بسيطًا بعيدة الي نفسك الي اللحظة.


💡 مفاهيم أساسية

  • الاعتناء بالنفس ليس أنانية، بل هو الأساس لتتمكن من رعاية غيرك

  • الوعي المبكر = مرونة

  • أنت تملك موارد داخلية حتى لو سُلِبَت من الموارد الخارجية

  • الجسد يتذكّر، واليقظة تساعدك على الإصغاء بلطف


✍️ تأملات يومية (كتابة أو صمت)

  • ما الأفعال الصغيرة التي تجعلني أشعر أنني إنسان؟

  • متى تجاهلت حدودي؟ وما كان الثمن؟

  • كيف أعرف أنني على وشك الانهيار؟

  • كيف أعتني بنفسي عند ظهور هذه العلامات؟

  • ماذا كنت سأقول لحبيب لي  لو كان يشعر كما أشعر الآن؟


🏡 ملاحظات خاصة لغزة:

🕯️ “إذا كان جسدك هو البيت الوحيد الباقي لك فاعتنِ به.”


🌱 “وإذا كانت روحك هي المساحة الحرة الوحيدة فاحمِها كما تحمي طفلك.”


🌬️ “لا تحتاج ساعات علاج. تحتاج لحظة تنفّس. كلمة طيبة. لمسة حانية.”


🔐 “حتى في غياب السلام بالخارج، يمكنك حماية لحظات مقدسة في الداخل.”


📅 جدول الممارسة اليومي

🧘 ممارسة رسمية:

  • تمرين التنفس (٣ دقائق): مرتين يوميًا على الأقل

  • جلسة تأمل (٢٠–٣٠ دقيقة) إن أمكن

🧺 ممارسة غير رسمية:

  • لاحظ الإرهاق واختر فعلًا مغذيًا

  • سمِّ مشاعرك بلطف: “هذا حزن”، “هذا ضيق”، “وهذا مقبول”

📓 تأمل مسائي (٥–١٠ دقائق):

اكتب أو فكر بهدوء قبل النوم أو أثناء لحظة صمت


🧾 الملخص:

في هذا الأسبوع، تبدأ برسم خريطة داخلية لتلاحظ متى تضلّ وسط الصدمة، ومتى تعود إلى أرضك

النفسية.

🌱 الرعاية ليست رفاهية… بل نجاة.

⚔️ في غزة، العناية بالنفس هي مقاومة.

❤️ هي البقاء.

🌬️ هي أن تعيش، نفسًا بعد نفس، بلطف، رغم كل شيء.





الأسبوع الخامس : السماح للأفكار بالمرور – اليقظة الذهنية في قلب الحرب على غزة

 



مقدمة 


مساعدة المشاركين—وخاصة من يعيشون تحت وطأة العنف والفقدان وتفتت الحياة في غزة—على رؤية الأفكار باعتبارها أفكارًا، لا حقائق. خلق مساحة للألم دون أن يبتلعهم. وتنمية قدرة  داخلية على الصمود، تعترف بالمعاناة دون الوقوع في أسرها.


🎯 الأهداف


  • التمييز بين الفكرة والواقع.

  • ملاحظة العلاقة بين الأفكار والمعاناة (خاصةً تلك المرتبطة بالصدمات).

  • تقوية القدرة على التعامل مع الأفكار المؤلمة بلطف وشجاعة.


🌍لماذا هذا مهم؟ (سياق غزة)

في غزة، تُقاطع الحياة اليومية بالقصف والموت والجوع والتهجير واللا يقين. هذه الظروف لا تُنتج الخوف فحسب، بل تخلق عالمًا داخليًا كاملًا من الأفكار المؤلمة التي لا تكف عن التكرار:

“لن ننجو.”

“أطفالي لن يكونوا بأمان أبدًا.”

“كان يجب أن أفعل أكثر.”

“العالم تخلّى عنا.”

هذه أفكار طبيعية نابعة من الصدمة، ولكن إن تم تصديقها بالكامل، تتحول إلى سجون ذهنية.

اليقظة الذهنية، في هذا السياق، لا تعني العثور على سلام في عالمٍ مثالي، بل تعني العثور على نفسٍ واحد من الحرية داخل حياةٍ تمزّقت. أن تقول برفق:

“هذه فكرة. إنها مؤلمة. لكنها ليست كلِّي.”

هذا الأسبوع يعلّمنا أنه حتى في ظل الحرب، أنت لست أفكارك. أنت المساحة التي تراها، وتحتضنها، وتتعلم النجاة بجوارها.


🧘‍♂️ الممارسات الأساسية

١. التأمل الجالس مع وعي بالأفكار (٢٠–٣٠ دقيقة)

التعليمات:

  • اجلس في أي مكان توفّر فيه بعض الهدوء. بجانب الأنقاض، في مأوى مزدحم، أو في هدنة بين الغارات. أغمض عينيك إن كان ذلك آمنًا.

  • ركّز على تنفسك—اشعر به يدخل ويخرج.

  • حين تأتي الأفكار، سمّها برفق: “قلق”، “ذكرى”، “لوم”، “خوف”.

  • لا تتبع الفكرة، ولا تقاومها. فقط سمِّها، ودعها تمرّ مثل سحابة.

في سياق غزة:

قد تسمع الطائرات المسيّرة أو تتذكّر الصرخات. قد يغمر الحزن أو الذنب ذهنك. قد تصرخ داخلك أفكار مثل:

“هذه هي النهاية.”

“لم أعد أتحمل.”

بدلاً من الرد أو الدفع، قل:

“هذه فكرة. هذا خوف. هذه ذكرى.”

ثم عد إلى نفسٍ واحد. نقطة ارتكاز صغيرة.

هذه الممارسة لا تُزيل الألم، لكنها تمنعك من الغرق فيه.


٢. تمرين “الأفكار ليست حقائق”

التعليمات:

  • استحضر فكرة تثقل قلبك أو تبدو حقيقية تمامًا.

مثال: “أنا أب/أم سيئة.”

  • اسأل نفسك:

    • هل هذا صحيح بنسبة ١٠٠٪؟

    • ماذا سأقول لصديق يشعر بهذا؟

    • ما الذي قد يكون صحيحًا أيضًا؟

  • كرّر برفق:

“هذه فكرة، لا حقيقة.”

“هذا عقلي يحاول حمايتي، لكنه قد يكون مخطئًا.”

في سياق غزة:

بعد قصفٍ ما، قد تعود فكرة: “كان يجب أن أنقذهم.”

قد تعتقد أنها صحيحة تمامًا.

لكن مع الممارسة، قد تتمكن من القول:

“هذا الحزن يتكلم. هذا الذنب. لقد فعلت ما بوسعي.”

أو حتى:

“هذه الفكرة لا تعبّر عن محبتي. محبتي حقيقية. هذه الفكرة هي الألم.”


٣. ممارسة غير رسمية: ملاحظة نمط الأفكار خلال اليوم

التعليمات:

  • في لحظة توتر، توقف واسأل:

“ما الذي يدور في ذهني الآن؟”

  • سمِّ الفكرة. لا تقاومها.

  • ثم عد إلى إحساس واحد: النفس، الصوت، القدم على الأرض، صوت الطفل.

أمثلة من غزة:

  • أثناء انتظار الماء: “لا يوجد مستقبل.” → سمِّها: “يأس.”

  • اشعر بقدميك على الأرض. عد إلى التنفس.

  • حين يبكي طفلك من الجوع: “أنا فاشل.” → سمِّها: “لوم.”

  • ضع يدك على قلبك، تنفّس، ذكّر نفسك: “أنا أهتم. أنا أحاول.”

هذه الإيماءة الصغيرة من الوعي، هي مقاومة. هي كرامة. هي بقاء.


🧠مفاهيم أساسية:

  • الصدمة تجعل الأفكار أعلى صوتًا وأكثر إقناعًا.

  • الأفكار ليست دومًا حقيقية. هي أحداث ذهنية—سُحب، أمواج، أصداء.

  • تسمية الأفكار يخفف من حدّتها.

  • أنت لست أفكارك. أنت الوعي الذي يلاحظها.


📓تأملات يومية (يمكن استخدام دفتراو الاكتفاء بالتأمل دونما كتابه):

  • ما أكثر الأفكار المؤلمة التي راودتني هذا الأسبوع؟

  • هل لاحظت لحظات صدّقت فيها فكرة تمامًا؟

  • هل تمكنت من تسمية فكرة وتركها تمر؟ ما الذي تغيّر؟

  • ماذا كنت ستقول لشخص تحبّه لو مرّ بهذه الأفكار؟


📝ملاحظات خاصة: للناجين في غزة

صدْمتك حقيقية. خوفك حقيقي. إنهاكك عميق.

هذه الممارسة لا تُنكر ذلك. بل تكرّم معاناتك بمساعدتك على البقاء حاضرًا دون أن تنهار.

حتى الآن، يُسمح لك أن تتوقّف. أن تسمّي الفكرة. أن تتنفس.

هذه المساحة الصغيرة—هذا التوقّف—ليست ضعفًا. إنها مقاومة.

حين تسقط القنابل، ويغمر اليأس ذهنك، لا يزال بإمكانك القول:

“هذا خوف.”

“هذا ألم.”

“أنا ما زلت هنا.”


📅 جدول الممارسة اليومية


  • ممارسة رسمية:

    تأمل الجلوس أو تمرين “الأفكار ليست حقائق” مرة يوميًا (٢٠–٣٠ دقيقة)

  • ممارسة غير رسمية:

    في لحظة توتر، لاحظ وسمِّ فكرة

    عد إلى أحد الحواس (التنفس، اللمس، الصوت)

  • تأمل أو كتابة صامتة:

    ٥–١٠ دقائق كل ليلة (أو خلال لحظة هادئة)


🧾 ملخص

عمل هذا الأسبوع هو استرداد عقلك، نفسًا بعد نفس. في مكان تُسلب فيه الكرامة، هذا الفعل هو قداسة.

سيعرض عليك العقل أفكارًا مشبعة بالخوف والعار والغضب والفقد.

أنت تتعلّم أن تراها، وتسمّيها، وتدعها تمر. ليس لمحو الألم—بل لتخفيف قبضته.

في غزة، قد لا تملك السيطرة على السماء أو الحدود أو الجوع.

لكن يمكنك أن تبدأ بفتح مساحة داخل عقلك. تلك المساحة ملكك. دائمًا.

أنت لست أفكارك. أنت القوّة التي تراها تمر.